-->

الديانات في الحضارات القديمة بين التعدد والتوحيد

 مقدمة: آمن القدماء بتعدد وتنوع الآلهة، وطغى على تلك الديانات الطابع الأسطوري، وظهرت دعوات توحيدية تدعوا إلى عبادة الإله الواحد. فما مظاهر التعدد في الديانات القديمة؟ وما القيم التي نادت بها ديانات التوحيد؟

 1) عبد الانسان في الحضارات القديمة آلهة متعددة

  كان الدين هو أساس حياة الانسان في العصور القديمة، إذ كان يوجه كل نشاطاته ومظاهر الحياة الحضارية واليومية. فقد سادت بالحضارات القديمة ديانات مختلفة تقوم على تعدد الآلهة، فكان لكل حضارة آلهتها الخاصة بها.

  لكن منذ 2200 ق.م ظهرت الدعوة إلى التوحيد مع خليل الرحمان إبراهيم عليه السلام ببلاد العراق، ثم في 1200 ق.م ظهرت الديانة اليهودية بصحراء سيناء وبعدها المسيحية بفلسطين مع نبي الله عيسى عليه السلام، لتختتم هذه الديانات التوحيدية مع رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم سنة 610 م الذي ظهرت دعوته بشبه الجزيرة العربية.

  ورغم ظهور ديانات التوحيد استمر الانسان في عبادة الأوثان وقوى الطبيعة.

2) دفع الخوف من المجهول الانسان القديم لعبادة قوى الطبيعة

  كانت الفكرة الأساسية في الدين عند الشعوب القديمة هي الخوف من المجهول والتقرب بالعبادة والقرابين إلى عناصر الطبيعة لاتقاء غضبها وكسب رضاها، وكانت الآلهة تجسيدا لأفكار معينة. فعبد المصريون آلهة الشمس و الموت و التحنيط والحرب ... أما السومريـــون فعبدو آلهة عديدة من أهمها إلـه المطر و السقي أنــو، والإغريق عبدوا آلهة العواصف والسماء والبحر وجهنم ... كما عبد الأمازيغ آلهة متعددة أشهرها إلاهة الخصب تانيت . 

3) دعا الأنبياء والرسل إلى توحيد الله

  بعث الله إلى الناس رسلا ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، فبعد انتشار عبادة الأوثان، جاء الرسل عليهم السلام يدعون إلى توحيد الله وإفراده بالعبودية ونبذ كل أنواع الشرك. فكانت البداية مع إبراهيم الخليل، ثم ظهرت الديانة اليهودية والمسيحية ثم الإسلام. لكن رغم تعدد الديانات السماوية إلا أن مضمونها وهدفها واحد وهو الدعوة إلى توحيد الله وترك الشرك وتحرير الانسان والمساواة بينهم ...

خلاصة: عبد الانسان بشبه الجزيرة العربية آلهة وأوثانا متعددة، لكن في سنة 610 م ظهرت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الانتقال من عبادة الأوثان والبشر إلى عبادة الله رب البشر.


إظهار التعليقات

0 تعليق