مقدمة: ظهر العلويون منذ النصف الأول من القرن 17 م كقوة سياسية استطاعت القضاء على منافسيها وإعادة توحيد البلاد. فما الوضعية السياسة التي كان عليها المغرب خلال النصف الأول من القرن 17م؟ وكيف تمكن المولى إسماعيل من إعادة توحيد البلاد؟
1) ساهم تفكك المغرب في قيام الدولة العلوية
بعد وفاة أحمد المنصور السعدي تنازع أبناؤه على الحكم مما أدى إلى تصدع
الدولة وضعف سلطتها المركزية وتفكك وحدتها الساسية، حيث اقتصر حكمها (الدولة
السعدية) على مراكش ونواحيها، في حين توزعت باقي المناطق بين الزوايا (السملالية،
الدلائية، ...) والقوى محلية (العلويين، آل النقيس وغيلان، ...) كما وقعت بعض
المدن تحت الاحتلال الأجنبي.
لكن مع النصف
الأول من القرن 17 م تمكن العلويون من تأسيس دولتهم على يد الشريف سنة 1631م بعدما
بايعه سكان تافيلالت، وخلفه ابنه امحمد ما بين 1640م و1664م، وجاء بعدهما رشيد
الذي تولى حكم الدولة ما بين 1664 م و1672م حيث تمكن من القضاء على بعض الزوايا
والقوى المحلية؛ ليأتي بعدهم إسماعيل الذي حكم ما بين 1672م و1727م وليتمكن من
توحيد البلاد وتقويتها لتصبح مهابة الجانب.
2) استطاع المولى إسماعيل توحيد وتقوية
البلاد
ولد المولى
إسماعيل بسوس سنة 1646 م، تولى الحكم بعد وفاة أخيه المولى رشيد سنة 1672 م، عرف
بالحزم والقوة والدهاء السياسي. واجه في بداية حكمه معارضة مجموعة من العناصر كابن
أخيه احمد بن محرز وبعض القبائل، لكنه تمكن من القضاء على الجميع وتوحيد البلاد
بعد تأسيسه لجيش عبيد البخاري، وقام ببناء مدينة مكناس واتخذها عاصمة جديدة لدولته
كما حاول
إسماعيل إعادة الثغور المحتلة وتحريرها لكنه فشل في استرجاع جميع الثغور واكتفى باسترجاع:
المعمورة وطنجة ثم العرائش. وربط علاقات ودية مع القوى الخارجية سواء الإسلامية
كالعثمانيين أو القوى الأوروبية.
خلاصة: تمكن العلويون من توحيد البلاد واسترجاع بعض الثغور، لكن بوفاة المولى إسماعيل ستدخل البلاد في أزمة عرفت بأزمة الثلاثين سنة.
0 تعليق